آية وحكـــاية
الحمد لله والصـــلاة والســـلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبعد ..
فإنَّ المُتأَمِلَ في أحوالِ المسلمين اليوم يجدُ أنَّهم قد أخطأوا في فَهْمِ كَثيرٍ من آيات القرآن الكريم ، إمَّا لجهلِ بمعانيها ودلالاتها ، وإمَّا لهوى في أنفسهم .. فـ كانت النتيجة أن كثيراً من معاني القرآن أصبحت خافية وكثيراً من حقائقه أصبحت مشوشة مُحرَّفة على كثير من الناس ..
وقد تجرأ – بسبب ذلك – غير المسلمين لإثارة الشبهات ورصدوا لذلك أموالاً ، وأنشأوا فضائيات ليبتعد المسلمون أكثر عن كتابهم الكريم ، ولينزعوا من قلوبهم الإرادة لدفع الظلم وتحرير المقدسات .
وقد اخترت ثلاثين آية من كتاب الله ، أساءَ الناس فهْمَهَا لأوضح سبب هذا الفهم الخاطئ وآثاره ، ثم أوضحت الفهم الصحيح بإيجاز شديد وأسلوب سهلٍ.
والله من وراء القصد
كتبه : د.علاء محرم
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالميـن
والصـــلاة والســـلام على سيدنا محمد .. اسأل نفسك قبل أن تسترسِلَ في القراءة
لماذا اختارك الله أنت دون غيرك لتقرأ هذه الصفحات ..؟!
لأنه يُحبُّك ويُريدُ لك الخير ، يُريدك أن تقرأ ، فـ تعمل ، فـ تؤجر ، فـ تدخل الجنة ..
1- السَّعْيُ بَيْنَ الصًّفَا وَالْمَرْوَةَ
· حكاية آية : " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " [ البقرة:158]
· الفهم الخاطئ: روى البخاري ومسلم أنَّ عروة بن الزبير – رضي الله عنه – سأل عائشة – رضي الله عنها – عن هذه الآية ، وقد فَهِمَ منها أن السعي بين الصفا والمروة أمرٌ مباح وليس رُكناً في الحج أو العمرة ؛ لأن الله يقول: " فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا " .
· الفهم الصحيح : فقالت عائشة – رضي الله عنها - : لو كانت الآية على ما أوَّلتها عليه لكانت " فلا جناح عليه أن لا يتطوَّف بهما" .. ولكنها أُنزِلت في الأنصـــار ، فقد كانوا قبل الإسلام يُهلّون" لمناة" – صنم كان عند الصفا – وكان من أهلَّ لها يتحرَّجُ أن يَطوف بالصفاوالمروة .. فلما أسلموا سألوا النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك فقالوا : يا رسول الله إنَّا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة .. فأنزل الله : " : " إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ" .قالت عائشة : وقد سنَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الطواف بينهما ، فليس لأحد أن يتركه.لذلك فالآية ساكتة عن الوجوب وعدمه ، وإنما تُعالج تحرُّجاً في نفوس الأنصار، والقصة تدل على وجوب معرفة سبب النزول لدقة الحكم وصحة الفهم .
· واجب عملي : السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج والعمرة ، فما أجمل أن ندَّخر من أموالنا ونُفرِّغ من أوقاتنا ما يُمكِّننا من أداء الحج والعمرة ..